هذه حكاية رواها منير عن يوسف شاهين وهي تبين تأثير شاهين في أداء منير بعد حدوتة مصرية وهو تأثير كبير استمر طوال مشوار منير الغنائي بعد ذلك..
يقول منير:
"تعرفت على يوسف شاهين من خلال مساعد المخرج وقتها "علاء كريم" الذي قدمني إلى شاهين أثناء الإعداد لحدوتة مصرية لألعب دور صديق شاهين ولأؤدي أغنية الفيلم.
كتب عبد الرحيم منصور الأغنية وقدمها لشاهين.. وغيرها عدة مرات لكنه في النهاية رجع للنص الذي كتبه أول مرة.. وبالطبع لحنها أحمد منيب..
وأعطاني يوسف شاهين مائة جنيه لتوزيع الأغنية وتسجيلها.. لكني صرفت عليها عشرة آلاف جنيه.. وعملت لها توزيع أوركسترالي على أعلى مستوى.. وذهبت بالتسجيل ليوسف شاهين وكان على تراكات.. فقال إيه ده؟ وأخذ يلغي التراكات تراك تراك .. حتى لم يبق إلا صوتي وطلب أن أغني الأغنية أمامه..
ولما وصلت إلى جملة : "تموت حنة مني.. الأجراس بتعلن نهاية بشر من العباد"
فوجئت بيه بيقوللي: ما موتش ليه؟
قلت له : نعم؟
قال: ما موتش ليه؟ جاك موتة..
لحظتها تعلمت أن الغناء ليس طربا وحلاوة صوت وإنما هو أداء المعنى بإحساس.. ومن نفسي "اندبحت" وأنا بقول "مين اللي مدبوح م الألم"..
وكان من أهم دروس الغناء التي تعلمتها في بدايات مشواري.."
وانتهى هذا الجزء من الحوار الطويل..
ويبقى أن منير فعلا تغير أداؤه بعد حدوتة مصرية .. وأصبح يحاول دائما أن يأتي صوته معبرا عن المعنى..
قد يحب البعض هذا وقد لا يحبه البعض الآخر.. أنا شخصيا أحيانا أحن إلى الأداء السلس لشرايط منير الأولى.. لكن المؤكد أن نجاح منير لم يكن ليتحقق لولا الإحساس الصادق الذي يؤدي به الآن..